كيف لي أن أقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
لا حمد إلا لله، ولا شكر إلا لله... أما بعد
لا أدري من أين أبدئ... لا أدري أي الكلام أقول... فليس لي من الكلام إلا ما يُبكي العين وما يجرحُ القلب... فها أنا مُحتار، أيهما سأختار... فما عهدتُ نفسي أهلاً في الدار، ولا ثقيل الجوار، فقط كلامي هذا من عقلي يهوى الفرار.. لعلي أحتاج فأساً ونار.. فأليَ بالفأس لأشق هذا الصدر الفتار... وإليَ بالنار حتى أُطفئ فيه النار... فعلمتُ أخيراً أن ما دواء النار إلا النار... فأسرعتُ ونفسي لأتخذ القرار، وجدتُ خيالي سريعاً ينهار، وأمامي صور الحياة تبتار.. قلتُ في نفسي ألي في العلم حوار؟؟ أم أني بكلامي هذا أضاهي الحمار ؟؟

ما بالُ قوم جهلوني .. ما بال قوم قالوا عني أعمى؟؟ وصفوني بالعمى لما أبصرتهم وأبصرتُ حقيقتهم والعار... نعتوني بالعمى لما إقتفيتُ أثرهم، وتحققتُ منهم، لما بانت عيوبهم، فألصقوا بي العمى كإنكار.. ألحقوا بي العمى لما صرتُ أُشير إليهم بشجاعة أختار... وصفوني بالعمى وما أنا أعمى... ما علموا أن من قالوا عنه أعمى قد حاول في وقت من الأوقات صُنع دواء للعمى، حتى إذا أتى جيلٌ من بعده ما نُعتوا بالعُميان مثلما شُبه به فإنهار ...

ما بال هؤلاء القوم ما علموني.. ما بالهم قالوا عني مجنون؟؟ ألحقوا بي الجنون لما قلتُ كلاماً ما ألفته عقولهم الضعيفة فما فهموه وإنزاح عنهم من جهلهم الستار... ألحقوا بي الجنون لما سمعوني أُحدثُ نفسي.. ما علموا أنني لو وجدتُ أحدهم أمامي يوماً يُلقيني يده لحدثته، لكنني مع الوقت ما وجدتُ إلا نفسي لأحدثها عني وعن ألمي، ما وثقتُ بهم لما خانوني ووثقتُ بنفسي فمددتُها كلامي بين أركان وزوايا كهفي الحزين... وصفوني بالجنون لأنني أحببتهم ذات يوم، وما عرفوا أنه بالحب قد يُصبح الإنسان مجنون... نعتوني بالجنون لأنني محوتُ القوانين، وتجاوزتُ مهاراتهم، لأكون غيرهم، ومُختلفاً عنهم، وصفوني بالجنون لأنني ألفتُ الوحدة بعيداً عن هرائهم وتفاهاتهم... قالوا عني أنني مجنون لأنني سابقتُ الزمن في حديثي معهم فما تركتُ مكاناً في قلوبهم إلا زُرته وتحدثتُ عنه في وعيهم ... ألحقوا بي الجنون وما درت أنفُسهم أن تسعة أعشار الحكمة أن يكون الإنسان حكيماً في الوقت ذاته... ما علموا أنني بجهلي رسمتُ في دروب الحياة نهجاً لهم وتخليتُ عن سبيلي في سبيلهم... ما علموا ولا يوم أنه لا حكمة في إنسان عاقل ...

كيف لي أن أقول ... كيف لي في عالمكم هذا أن أجول... ما بالي وما بال هؤلاء القوم أصحاب العقول... طرحتُ على ذاتي هذا السُؤال ، وسأعيد طرحه عليكم يا بشر... كيف بأعمى ما رأى ورأى،أن يكتُب هذه الأسطر المُنظمة الصحيحة؟؟ وكيف بمجنون ما حكم الحكمة أن يُعجز عقولكم تلك بكلماته البسيطة هذه؟؟ والله سُؤال مُحير في عقول لا تُنير...
أمير الحُزن..

لستُ مع هذا إلا أحمق أرى الضوء ولا أصدقه..