عدد الرسائل : 60 العمر : 32 تاريخ التسجيل : 17/03/2008
موضوع: المرض ... ابلاء أم ابتلاء ؟ الأحد يونيو 22, 2008 6:48 am
سم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اْشرف الانبياء والمرسلين اْن البلاء المرض تزكية وقفات اْيمانية... اْن الله يحبك يامن ابتليت في اي مكان كنت فيه من مرض اْو غير ذلك... فاْسال الله لك الجنة لتكون مكانك الخالد الى الابد وماذا بعد الجنة...
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((يود اْهل العافيةيوم القيامة حين يعطي اْهل البلاء الثواب لو اْن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقارض ))
اللهم اْغفر واْرحم لكل من قراْ هذا الموضوع وارزقة الجنة... واْشفة واْشف جميع مرض المسلمين من اي داء... ((اْنك على كل شيْ قدير ))
يقول تعالى : (( وبشر الصابرين ))
ينظر كثير من الناس إلى المرض نظرة قاصرة، فيراه البعض دليلاً على غضب الله، ويراه آخرون انتقاماً من هذا المريض، والحق أن المرض ابتلاء من الله عز وجل للإنسان المسلم، لينظر أيصبر على قدر الله ويرضى به، فيرضى الله عنه، ويكتب له الأجر في الدنيا والفوز في الآخرة؟ أم يجزع وييأس ويقنط من رحمة الله فيخسر ثواب الدنيا، ويفوته رضا مولاه في الآخرة؟ فمن فضل الله علينا أن ديننا لم يترك لنا شيئا إلا وحدثنا عنه أو أعطانا مفاتيح العلم به، وكثيرا ما نخطئ في أمور كثيرة حين ننظر إلى الأسباب المادية المحسوسة ونحتكم إليها دونما أن نحتكم للمعايير الإيمانية التي هي أقوى سلاح في يد المسلم، فمن صميم عقيدتنا أن الدواء لا يشفي والطبيب لا يشفي. ولكن الشافي الحقيقي الذي بيده الشفاء هو الله تبارك وتعالى، وما الطبيب والدواء إلا مجرد أسباب نأخذ بها، أمرنا بها رسولنا الكريم، ونحن مسئولون أمام الله عن تركها، أما النتيجة الحقيقة فهي بيد الله تعالى...
فهل تعلم ايها القارئ ماحكم المرض وما فوائده؟
1 . استخراج عبودية الضراّء وهي الصبر : - إذا كان المرء مؤمناً حقاً فإن كل أمره خير ، كما قال عليه الصلاة والسلام : " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراّء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراّء صبر فكان خيراً له "
2 . تكفير الذنوب والسيئات : - مرضك أيها المريض سبب في تكفير خطاياك التي اقترفتها بقلبك وسمعك وبصرك ولسانك ، وسائر جوارحك .
- فإن المرض قد يكون عقوبة على ذنب وقع من العبد ، كما قال تعالى { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير }
- يقول المعصوم – صلى الله عليه وسلم - : " ما يصيب المؤمن من وَصب ، ولا نصب ، ولا سقَم ، ولا حزن حتى الهمّ يهمه ، إلا كفر الله به من سيئاته ".
3 . كتابة الحسنات ورفع الدرجات : - قد يكون للعبد منزلة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى ، لكن العبد لم يكن له من العمل ما يبلغه إياها ، فيبتليه الله بالمرض وبما يكره ، حتى يكون أهلاً لتلك المـنزلة ويصل إليها .
- قال عليه الصلاة والسلام : " إن العبد إذا سبقت له من الله منـزلة لم يبلغها بعمله ، ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ، ثم صبّره على ذلك ، حتى يبلغه المنـزلة التي سبقت له من الله تعالى "
4 . سبب في دخول الجنة : - قال – صلى الله عليه وسلم - : " يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب ، لو أن جلودهم كانت قرِّضت بالمقاريض " صحيح الترمذي للألباني 2/287 .
5 . النجاة من النار : - عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – عاد مريضاً ومعه أبو هريرة ، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " أبشر فإن الله عز وجل يقول : هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة " السلسلة الصحيحة للألباني 557 .
6 . ردّ العبد إلى ربه وتذكيره بمعصيته وإيقاظه من غفلته : - من فوائد المرض أنه يرد العبد الشارد عن ربه إليه ، ويذكره بمولاه بعد أن كان غافلاً عنه ، ويكفه عن معصيته بعد أن كان منهمكاً فيها .
7 . البلاء يشتد بالمؤمنين بحسب إيمانهم : - قال عليه الصلاة والسلام : " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط " حسنه الألباني في صحيح الترمذي 2/286 .
- * بشرى للمريض : - ما كان يعمله المريض من الطاعات ومنعه المرض من فعله فهو مكتوب له ، ويجري له أجره طالما أن المرض يمنعه منه .
- قال – صلى الله عليه وسلم - : " إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً " رواه البخاري 2996 .
- * الواجب على المريض : - الواجب على المريض تجاه ما أصابه من مرض هو أن يصبر على هذا البلاء ، فإن ذلك عبودية الضراء .
- والصبر يتحقق بثلاثة أمور : 1 . حبس النفس عن الجزع والسخط 2. وحبس اللسان عن الشكوى للخلق . 3 . وحبس الجوارح عن فعل ما ينافي الصبر
- * أسباب الصبر على المرض : - 1 . العلم بأن المرض مقدر لك من عند الله ، لم يجر عليك من غير قبل الله . - قال تعالى { قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون } ، وقال تعالى { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها }
- قال عليه الصلاة والسلام : " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة " مسلم 2653.
- 2 . أن تتيقن أن الله أرحم بك من نفسك ومن الناس أجمعين : - عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال : قدم على النبي – صلى الله عليه وسلم – سبيٌ ، فإذا امرأة من السبي وجدت صبياً فأخذته ، فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم - : " أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ قلنا : لا وهي تقدر أن لا تطرحه ، فقال : لله أرحم بعباده من هذه بولدها " البخاري 5999 .
- 3 . أن تعلم أن الله اختار لك المرض ، ورضيه لك والله أعلم بمصحتك من نفسك : - إن الله هو الحكيم يضع الأشياء في مواضعها اللائقة بها ، فما أصابك هو عين الحكمة كما أنه عين الرحمة .
- 4 . أن تعلم أن الله أراد بك خيراً في هذا المرض : - قال عليه الصلاة والسلام : " من يرد الله به خيراً يصب منه " أي يبتليه بالمصائب ليثيبه عليها .
- 5 . تذكر بأن الابتلاء بالمرض وغيره علامة على محبة الله للعبد : - قال – صلى الله عليه وسلم - : " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم " صحيح الترمذي للألباني 2/286 .
- 6 . أن يعلم المريض بأن هذه الدار فانية ، وأن هناك داراً أعظم منها وأجل قدراً : - فالجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . - قال – صلى الله عليه وسلم - : " يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيصبغ في النار صبغة ، ثم يقال : يا ابن آدم : هل رأيت خيراً قط ؟ هل مرّ بك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب . ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة ، فيصبغ في الجنة صبغة ، فيقال له : يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط ؟ هل مرّ بك شدة قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ما مرّ بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط " – الصبغة أي يغمس غمسة .
- 7 . التسلي والتأسي بالنظر إلى من هو أشد منك بلاء وأعظم منك مرضاً : - قال عليه الصلاة والسلام : " انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم "
عزيزي...
يقول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العالمين:"إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم... مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال تعالى: "أما علمْتَ أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عُدْتَه لوجدتني عنده..."[رواه مسلم].
ومن لطف الله عز وجل ورحمته أنه لا يغلق بابا من أبواب الخير إلا فتح لصاحبه أبوابا. فعلاوة على ما يكتب للمرضى من الأجر جزاء ما أصابهم من شدة ومرض وصبرهم عليه، لا يحرمهم ثواب ما اعتادوا فعله من الطاعات؛ إذا قصروا عنها بسبب المرض.
فعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالى له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما" [رواه البخاري]، فأي كرم بعد هذا الكرم، وأي فضل أوسع من فضل الكريم المتعال؟
إن البلاء عنوان المحبة.. عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط" [رواه الترمذي]. وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بعبده خيرا عجل له العقوبة في الدنيا" [رواه الترمذي]. ومن تأمل سير الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام -وهم من أحب الخلق إلى الله- وجدهم قد واجهوا الكثير من البلاء والشدة والمرض.
وعندما دخل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- على الرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، قال: يا رسول الله إنك توعك وعكا شديدا، قال صلى الله عليه وسلم: "أجل، إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم.." [متفق عليه]..
وسأله سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-: أي الناس أشد بلاء؟ قال صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسن دينه، فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، وما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة" [رواه الترمذي].
وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقارض" [رواه الترمذي].
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة" [رواه الترمذي].
وأتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله تعالى لي، فقال:"إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك"، فقالت: أصبر..[متفق عليه].
أسأله سبحانه أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين...