ضيف على الحقيقة
بين المهتمين بالأدب، يمكن بكل تأكيد أن نجد العديد من الناس يثمنون الأديب السويدي بير لاغركفست، ويقرأون نتاجاته الإبداعية بكل اعتزاز وامتنان. وعلى الأرجح فان هذا التثمين والاعتزاز يشمل المجالات الأخرى من نتاجاته غير الرواية والقصة.
لقد كتب هذا الأديب الذي حظي بحب عظيم من الناس ــ كما يجمع النقاد والدارسون ــ شعراً عشقه الناس، وحفظه المتلقون غيباً. وصل هذا الانتشار حداً أن طلبة المدارس من السويديين والأجانب وبينهم كثير من العرب يعرفون تفاصيل مهمة عن حياة ونتاجات هذا الأديب.
من نتاجه الشعري هذا المقطع:
الأجمل
حين يهبط الغروب ويتراءى الشفق
يهرب كل الحب الذي في السماء
لينام مجتمعاً في نور العتمة
أو المقطع التالي
الآن، تطلق الشمس شعرها الأحمر
وقد يجد القارئ في شعر لاغركفست العديد من الأفكار والكلمات مرّت عليه بالذات، ويعتمدها ملكاً له، جاءت من خلال خبرته ومعايشته، خصوصاً في صوره المفعمة بالخوف. في مجموعته الشعرية (خوف) التي أصدرها عام 1916، والتي انتشرت قصائدها تحت حرائق الحرب العالمية الأولي منها قصيدة الحزن التي يقول في بعضها:
الحزن هو نصيبي من الإرث الذي جرّحني ومزق قلبي على العالم يجب أن أسجل هنا ملاحظة مهمة فكلمة الحزن هنا منقولة عن كلمة سويدية هي عبارة عن وعاء من المشاعر الانسانية فمن معانيها (الخوف، القلق، الندم،اليأس) ومعان أخري. وقد ترجمتها إلى الخوف لعدم اهتدائي إلى كلمة تقابل معناها تماماً.
كذلك فان للأديب لاغركفست كتاباً خاصاً بسيرته عنوانه (ضيف على الحقيقة) يصف فيه نشأته في بيت عامل سكك الحديد على درجة عالية من التدين في بلدة (فيكس خو)، وله أيضاً رواية بعنوان (باراباس)، هي قصة قاطع طريق يناقش معني وجود الخالق. باراباس هو قاطع الطريق الذي أطلق سراحه أثناء صلب المسيح. وهي الرواية التي منحت بير لاغركفست جائزة نوبل للآداب عام 1951.
أما دراما لاغركفست فقد كتبت كمشاهد قصيرة على سبيل المثال دراما (سر السماء) التي لعبت على المسارح في فترات متباعدة. هذه الدراما البسيطة يمكن تسميتها استعراضات. لقد تأثر الناس بشكل منقطع النظير بالأفكار والمبادئ أكثر من تأثرهم بالمعاني واللغة النفسية المستخدمة في كتابة تلك الاعمال والاستعراضات الدرامية الصغيرة المتميزة بأداتها الأسلوبية الواضحة والسريعة وديكوراتها وحوارها غير الواقعي.
في قصصه القصيرة استطاع بير لاغركفست أن يكون تهكمياً وذا تأثير فعال خصوصاً في قصة (موت بطن).